لقد حقّق الشّعب التّونسي العظيم ثورة كانت مثالا يحتذى به للعالم عامّة وللعرب خاصّة ، لقد هتف التّونسيّون على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم ، بصوت واحد :"خبز وماء وبن علي لا ." 

لقد هرب بن علي ، وبهروبه استنشقنا هواء نظيفا مفيدا صافيا من كل ّ المنغّصات إذ لا رقيب ولا عميل بيننا كما في السّابق حيث جاوز عدد الصّبابة والقوّادة المتطوّعين عدد سكّان الحيّ الواحد وهكذا وقع القضاء على لجان الأحياء التي بعثتها السّلطة من أجل مراقبة السّياسي والنّقابي وحتّى المحايد الذي لا يعرف سوى عمله إن كان يعمل أو المقهى إن كان معطّلا مهمّشاإنّ ما نعيشه اليوم وقد مضى على ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة شهران ونصف هو بمثابة الحلم الذي لانريد أن نستفيق منه إلاّ على انتخاب مجلس تأسيسي معبّرفعلا عن خياراتنا وطموحاتنا وهو الذي سوف يعدّ دستورا ينهي نفوذ الفرد الواحد والحكم الواحد والحزب الواحد الذي عانينا منه طويلا من بورقيبة الى بن علي ... ونحن نأمل أن يقع تقليص فترة الرّئاسة إلى أربع سنوات قابلة للتّجديد مرّة واحدة كما في جمهوريات أمريكا وأوروبا وأن يقع النّظر في مجلّة الأحوال الشّخصيّة وجعلها مستقاة من كتاب اللّه وسنّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم .

إنّ الشّعب التّونسيّ الذي عانى الويلات ينتظر أن تقع مقاضاة رموز الفساد وهم كثيرون وأن لا يستثنى أحد إن قديما أو جديدا وأن يقع استرداد الأموال المنهوبة من الخارج وتحويلها لمصالح شعبيّة تقطع ولو نسبيّا مع الحرمان والخصاصة.

إنّ مطالبنا لاتحصى ولكنّنا إذا أخذنا بأسبابها وحقّقنا أهمّها في المجال السّياسي والإقتصادي والإجتماعي استطعنا أن نكمل انتصارنا في هذه الملحمة الملهمة لكلّ الشّعوب التي لاتزال تبحث عن خلاصها على غرار تونس ...

منصور البوغانمي   أفريل 2011